0711-2016

الفيلم الوثائقي الاستقصائي سقوط في حرم السفارة

تحقيق استقصائي حول مقتل عمر النايف الذي قضى في سفارة بلاده ببلغاريا في ظروف غامضة

تاريخ الإضافة : الإثنين 07 11 2016 - 03:54 مساءً اخر تحديث : الإثنين 07 11 2016 - 03:56 مساءً
8,691
الفيلم الوثائقي الاستقصائي سقوط في حرم السفارة
سقوط في حرم السفارة : فتح ملف المناضل الفلسطيني عمر النايف الذي قضى في سفارة بلاده ببلغاريا في ظروف غامضة.

المناضل الفلسطيني عمر النايف واحد من الضحايا الذين لم يتكلموا، لكن ملف وفاته في 26 فبراير/شباط الماضي داخل سفارة فلسطين بالعاصمة البلغارية صوفيا جعل الغموض المطبق يثير كما كبيرا من الأسئلة يبدو أن عدة أطراف لا تفضل طرحها

​لكل حقيقة طرف خيط، وفي الوصول لأطراف الخيوط تحديات جمة، قد تحضر بعض الأدلة ويغيب بعضها، ولو قدر للضحية أن تتحدث لانجلت الحقيقة.

ما خفي أعظم : برنامج استقصائي، يرصد قضايا يلفها الغموض من مختلف دول العالم
تقديم تامر المسحال
فيلم سقوط في حرم السفارة,وثائقي سقوط في حرم السفارة,ما خفي أعظم,تامر المسحال
شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
لكل حقيقة طرف خيط، وفي الوصول لأطراف الخيوط تحديات جمة، قد تحضر بعض الأدلة ويغيب بعضها، ولو قدر للضحية أن تتحدث لانجلت الحقيقة.

المناضل الفلسطيني عمر النايف واحد من الضحايا الذين لم يتكلموا، لكن ملف وفاته في 26 فبراير/شباط الماضي داخل سفارة فلسطين بالعاصمة البلغارية صوفيا جعل الغموض المطبق يثير كما كبيرا من الأسئلة يبدو أن عدة أطراف لا تفضل طرحها.
تعود قصة عمر النايف إلى العام 1986 حين اعتقل بتهمة المشاركة في قتل مستوطن بمدينة القدس وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات هرب من السجن واستقر في بلغاريا عام 1994، وظل مطلوبا وملاحقا وهدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
"سقوط في حرم السفارة" هو العنوان الذي حملته الحلقة الأولى من برنامج "ما خفي أعظم"، وفيها فتح الزميل تامر المسحال هذا الملف بعد ستة أشهر على الحادثة التي سبقتها تهديدات بالتصفية من الموساد الإسرائيلي، ومطالبة الشرطة الدولية (إنتربول) بتسليمه عبر السلطات البلغارية لإسرائيل.
مذكرة الاستدعاء
في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015 ابتدأ المشهد الأول من الخاتمة المأساوية مع طلب استدعاء من النيابة البلغارية تلقاه النايف لتسليم نفسه تمهيدا لتسليمه إلى القضاء الإسرائيلي، هذا اليوم الذي تقول أرملته رانيا إنه قلب حياة العائلة رأسا على عقب.
لجأ النايف في اليوم التالي للمذكرة إلى السفارة الفلسطينية. يقول عمر مصلح المحامي الموكل في قضية النايف بموافقة السفارة إن اللجوء كان القرار الصائب، لأنه المكان الوحيد الذي لا يمكن للشرطة أن تعتقله فيه.

هذا الأمر رفضه بشدة سعدي عمار صديق النايف والقيادي السابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قائلا إنه استدرج للسفارة التي "ليست آمنة ولا أخلاقية ولا وطنية".
المفاتيح مع الموساد
رانيا أرملة النايف قالت إنه ومنذ اليوم الأول للجوئه كان السفير الفلسطيني أحمد المذبوح معاديا لزوجها وطلب منه الخروج، وأبلغها أن السفارة لن تحميه وأن الموساد لديه مفاتيح كل أبواب السفارة.
يضيء الخبير في الشؤون الأمنية الإسرائيلية ريتشارد سيلفرفستين جانبا آخر، إذ يصف بلغاريا بالغرب المتوحش لأوروبا، فهي مشهورة بعصابات المافيا والفساد، مما يسهل للموساد استخدام رشوة أمنيين بلغار أو رشوة أحد في السفارة الفلسطينية لتسهيل تنفيذ العملية داخل السفارة.

بعد ستة أسابيع من وجوده في السفارة أرسل السفير الفلسطيني رسالة لوزارة الخارجية الفلسطينية تفيد بأن الشرطة البلغارية ستفتش السفارة بعد تبليغ عن قنبلة فيها، ويقول في الرسالة إنه يعتقد أن ذلك تحضير لعمل ما لاحقا.

قبل العثور على جثته كان التواصل الأخير للنايف فجر يوم الحادثة مع أحد أصدقائه في سوريا عند الساعة الثانية وثلاث دقائق، إذ تكشف الرسائل التي أرسلت من هاتف عمر الشخصي قلقه من أن شيئا ما يحدث وصفه بالمؤامرة وأصر على البقاء والمواجهة.
سيناريو الانتحار
عمدت الأوساط البلغارية الرسمية والأوساط المحيطة بالسفير الفلسطيني إلى ترويج سيناريو أن عمر انتحر بتناول كمية مفرطة من دواء لتنظيم السكر في الدم ثم صعد إلى الطابق الثالث وألقى بنفسه من شرفة فيه.

لكن صور الجثة التي تم الكشف عنها لأول مرة أظهرت حجم الكدمات المختلفة في جسده، فضلا عن تشكيك خبراء الطب الجنائي في منطقية ومصداقية سيناريو الانتحار.

في تحقيق الجزيرة اتضحت تناقضات وتباينات كثيرة في إفادات طاقم السفارة للجان التحقيق الفلسطينية، لكن الأبرز كان هشام رشدان الذي صور مقطع فيديو من داخل السفارة بعد العثور على جثة عمر مباشرة ونشره وروج من خلاله لفرضية الانتحار.
لم يكن رشدان من طاقم السفارة ولم يذكر اسمه في أي من لجان التحقيق بل هو شخصية مقربة من السفير ومسؤول الأمن في السفارة ودوائر صنع القرار في صوفيا.
تمكن فريق التحقيق من الحصول على تسجيل سري مسرب لهشام رشدان يحمل رواية متناقضة وتفاصيل مثيرة، مما يطرح علامات استفهام عما جرى في تلك الليلة.
التبليغ عن خطأ